بسم الله الرحمن الرحيم
---
من الجميل أن تكون معانى القرءان الكريم حاضرةً فى أذهاننا
فى كل ما نقول و ما نكتب و ما نعمل
و لكن ليس حسناً أن نذكر آيات القرءان الكريم فى غير معناها
فمثلاً : تجد أحدهم يفتتح محلاً تجارياً فيكتب على واجهته
" إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)"
سورة الفتح
و الفتح المبين المقصود فى هذه الآية الكريمة هو فتـح مكــة و دخول الناس فى دين الله أفواجاً ، فما علاقة ذلك بإفتتاح محل ؟؟
------------ ---
و مثال ثانى : إن حاول المعتدون أن يقهرونا و يحتلوا أرضنا
فقد تجد بعض الضعفاء يقولون :
لاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
يقصدون : لا تتهوروا بملاقاة الأعداء حفاظاً على حياتكم
و ليس هذا هو المعنى إطلاقاً ، اقرأ الآية و تدبر معناها
" وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) "
سورة البقرة
أى : إن بخل الناس عن الإنفاق فى سبيل الله ، سيعرضهم هذا البخل إلى التهلكة أى عذاب الله يوم القيامة ، لذلك يجب أن ينفقوا .. بل يحسنوا أى يزيدوا عن المفروض عليهم لأن الله يحب المحسنين .
و فى وصف الله للمؤمنين فى سورة الشورى
" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ "(39)
أى هم ينتصرون إذا هاجمهم الباغون المعتدون الذين يريدون إحتلال أرضهم
------------
و مثال ثالث : يسىء بعض الناس فهم هذا التعبير القرءانى :
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
يقصدون : إدفع المال الذى نطلبه منك و كن لطيفاً مطيعاً !
تدبر معى معنى هاتين الآيتين الكريمتين من سورة فُصِّلَت
"وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)"
المعنى إذا أساء إليك بعض الناس إما أن تبادر بالسيئة أو أن تبادر بالحسنة
أو تبادر بالتى هى أحسن كالعفو والصفح
فما الأفضل ؟؟
لا تستوى الحسنة و لا السيئة
ادفع بحلمك جهل من جهل عليك, وبعفوك عمن أساء إليك ,
و الدفع هو ألا تتردد فى ذلك
بادر بالأحسن لتكون من الذين صبروا و لهم حظ عظيم عند الله