يا ليتها كانت كذب
تَبَّتْ يَدَا "بُوْشٍ" وَتَبْ
و"بلِيْرُ" صُنْوُ أَبِي لَهَبْ
واللا مُباركَ عاره
في مصرَ حَمَّالِ الحَطَبْ
وَرَبِيبُهم عَرَّابُهم
مَعَ الحَرِيمِ وَقَدْ أُجِبْ
وَفِي الجُنُوبِ رُوَيْبِضَه
في الذُّلِّ أَمْثَالاً ضَرَبْ
وَأَبْتَراً في جُلَّقٍ
مَنْ قَصَّهُ ذَاكَ الذَّنَبْ
قَدْ قَصَّهُ حَدُّ الصّلِيْبِ
وَعَلَى الكَرَامَةِ قّدْ وَثَبْ
وَتَافِهَاً في قَوْمِهِ
وَدُمْيَةً ضِمْن اللُعَبْ
وَفَاجِرَاً مِنْ غِيِّهِ
أَصَابَهُ دَاءُ الكَلَبْ
وَخَائِنَاً اِبْنُ أَبِيْهِ
قَدْ بَاعَهَا وَلا عَتَبْ
وَحَقِيرُهَا بِصَفَاقِةٍ
يُعْطِي لِقَاتِلِنا العَصَبْ
وَذَاكَ ذو القَلبِ الحَقُودِ
كَاللَّيْلِ غَاسِقِ إِنْ وَقَبْ
والرَّخْدُ قَدْ صَارَ مَلِكْ
تَأْرِيْخُ سَجِّلْ في الكُتُبْ
وَثّائِرًا عَلَى أَبِيْهِ
لُوطِيَّ مَأْفُونًا خَرِبْ
وَعَبْدَهَا حَكَمَ البِلاد
مَازَالَ يَعْبُدها النُّصُبْ
وَلا أُسَمَّي خَيْرَكُمْ
مَنْ أُمَّهُ يَوْمَ اغْتَصَبْ
وَجَاهِلاً في غَرْبِهَا
مُتَقَوِّلاً قَتَلَ الأَدَبْ
وَأَمْهَقًا مُتَشَدِّقَاً
بِسَفَاهَةٍ يُلْقِي الخُطَبْ
وَذَا نُفَتِّشُ أَصْلَهُ
بِلا حَسَبٍ كَيْفَ النَّسَبْ؟
أَمَّا المُجَنَّحَ مِنْهُ
غَنَمَاً وَمَرْعَى وَقَصَبْ
وَتَحَلَّقَتْ مِنْهُمْ زُمَرْ
وَتَنَاثَرَتْ مِنْهُم إِرَبْ
وغَابَ مَنْ خَافَ الكَبِيْر
الأَمْرُ جِدٌّ لا لَعِبْ
تَعَوَّدُوا قَرْعَ الطُّبُولِ
وَيَعْشَقُوا نَفْخَ القِرَبْ
هُمْ َيَزْعُمُونَ نَصْرَنَا
الشَّرُ في قَوْلِ الكَذِبْ
هُمْ يَقْهَرُونَ شُعُوبَهُمْ
الذُّلُ حَاقَ بِالرُّتَبْ
يَا وَيْلَكُم مِنْ صَيْحَةٍ
أَيْنَ الكَرَامَةُ يَا عَرَبْ؟
عُذْرَاً وَعُذْرِي أَنَّهُ
مَعِيْنُكُمْ مِنْهَا نَضَبْ
هَذَا اللَّطِيْمُ سّائِلاً
يَا كُلَّ حُكَّامِ العَرَبْ؟
القُدسُ حُوْصِرَ شَعْبُهُا
مَنْ كَانَ لِلفِعِل سَبَبْ؟
هَيَّا أَجِيْبُوا عَارُكُمْ
فَقَدْتُمُ النُّطْقَ، أُجِبْ
الصَّمْتُ مِنْكُمْ قَاتِلِي
وَحَدِيْثُكُم قِلَّة أَدَبْ
شَوَّالُ قَدْ أَمْسَى أَيار
آذَارُ قَدْ أَمْسَى رَجَبْ
إِنَّا لَنَبْرَأُ مِنْكُمُ
فَأَنْتُمُ أَصْلُ السّبّبْ
إِنَّا نُقَتُّلُ غِيْلَةً
هَذَا أَدَانَ وَذَا شَجَبْ
صُهْيُونُ يَذْبَحُ شَعْبَنَا
الخَوْفُ يَقْتُلُكُمْ، نَعَمْ
لِمَنِ الكَرَاسِي وَالْذَهَبْ؟
تُعْسًا لَكُمْ يَا وَيْلَكُمْ
قَارُونُ مَاتَ وَذَهَبْ
تَفَكَّرُوا وَتَدَبَّرُوا
هَلْ لُبُّكُمْ فِيْهِ عَطَبْ؟
القُدْسُ يَغْصِبُهَا الزُّنَاةُ
القُدْسُ يَحْرِقُهَا اللَّهَبْ
تَرَفَّقُوا بِشعُوبِكُمْ
مِنْ قَادِمٍ هُوَ الغَضَبْ
تَلَذَّذُوا فَصُرَاخُهُمْ
أَطْفَالُنا، نِعْمَ الطَرَبْ
وَدِمَاهُمُ خَمْرٌ فَتِيْقْ
هَذا شّرِبْ، هَذا رَغِب
وَبِعْتُمُ شَعْبَ العِرَاقِ
للهِ إِنَّا نَحْتَسِبْ
قَدْ بِعْتُمُوهُ لِلْنَاطُورِ
وَحَسِبْتُمُ لَكُمُ العِنَبْ
وَاللهِ لَنْ تَجِدوا الكُرُومَ
وَسَتَفْقِدُوا نَخْلَ الرُّطَبْ
وَاللهِ لَنْ تَجِدُوا الفَلاةَ
نَعَمْ، وَلا حَبًّا وَأَبّْ
وَسَتَفْقِدُوا مَاءَ السَّمَاءِ
وَسَتُحْرَمُوا الماءَ العَذِبْ
سُلِبْتُمُ مَاءَ الوُجُوهِ
لَنْ تُجْدِ أَمْوَاهُ الشُّرُبْ
غَدَاً سَيَأْتِي يَومُكُمْ
فَلا مَفَرَّ وَلا هَرَبْ
وَسَتُسْأَلُوُنَ يَومَ الحِسَابِ
أَيْنَ الرَّسُولُ وَالكُتُبْ؟
وَسَتُحْشَرُونَ لِخَالِقٍ
سَيَذُوقُ كُلٌ مَا كَسِبْ
هَيَّا اسْمَعُوا تَكْبِيْرَنَا
فَكُلُّنَا سَاده نُجُبْ
إِنَّا نُهَلِّلُ لِلْشَهِيْدِ
فَلا نَكِلُّ وَلا تَعَبْ
أَمَّا العُرُوبَةُ حَسْرَةً
فَراَقِبُوهَا عَنْ كَثَبْ
"البوش" نِعْمَ صَدِيْقُهَ
جَاءَ جَروٌ، رَاحَ أَبْ
هُوَ ذَا يُخَطِّطُ عَالَمَاً
مِنْهُ العُروُبَةَ قَدْ شَطِبْ
حُكَّمُهَا هَلْ تَعْلَمُوا؟
قَد أُودِعُوا سِجْنَ النَّقَبْ
وَأُفْرِدُوا كَمُعْبَدٍ
فَجُلَّهُمْ صَابَ الجَرَبْ
لا طِبُّ يَنْفَعُ بَعْدَهَا
سُبْحَانَهُ العَقْلَ وَهَبْ
يَا وَحْدَنَا يَا قُدْسُنَا
اللهُ يُفْرِجُهَا الكُرَبْ
الصَّبْرُ مُفْتَاحُ الفَرَجْ
النَّصْرُ في الصَّبْرِ انكتِبْ
يَا صَامِدُونَ وَصَابِرُون
ثَبَاتُكُمْ حَقٌ وَجَبْ
للهِ أَنتُمْ جُنْدُهُ
كُوْنُوا نَيَازِكَ كُونُوا شُهُبْ
نَحْنُ الفَوَارِسُ في الوَغَى
فَنَحْنُ خَيْرُ مَنْ رَكِبْ
كُلٌ يُسَابِقُ لِلْجِهَادِ
لِشَهَادَةٍ نِعْمَ الطَلَبْ
واللهُ يَنْصُرُ جُنْدَهُ
هَذَا المُرَادُ وَالأَرَبْ
وَدَمْعَةٌ حَيْرَى تَقُوْل
يَا لَيْتَهَا كَانَتْ كَذِبْ
يَا لَيْتَهَا كَانَتْ كَذِبْ
هَيَهاَتَ أَنْ تَغْدُو كَذِبْ …