حاشا أَبا الزهراء
حاشا لمثلك أن يُعابَ مقامُ
يا مَنْ تطيبُ بذكرِهِ الأَعوامُ
حاشا أبا الزهراءِ كيف ينالُكمْ
وغدٌ وتُرمى للعدوِّ سهامُ
يا مُلهمَ الأجيالِ سِرَّ نهوضِها
تفديك في أرواحها الأقوامُ
فينا تجبَّرَ ظالمونَ، بخزيهمْ
رُدّت على أعقابها الأيامُ
وتطاولَ القذرُ الدعيُّ بأُمةٍ
كانت ترفرف فوقها الأعلامُ
ليلُ الجهالةِ قد اساءَ لصحبها
فخبا بعزمِ رجالِها الأَقدامُ
وتقطعت منه الرووسُ وأسكتتْ
أفواهُها واستفحلَ الإجرامُ
وتداعتِ الأُمم اللعينةُ حولَها
فتمزّقت جثثٌ هناكَ وهامُ
واقتيدَ في حبل الطغاةِ أشاوشٌ
يرنو لهم في المكرماتِ سنامُ
صيدٌ بهاليلٌ يُهدُّ لفقدِهمْ
(رضوى) ويندبُ حظَّه (الصَّمصامُ)
فإلام نبغي من عدانا عزةً
والعزُّ ثوبٌ خاطه الإسلامُ
يا أيها المبعوثُ فينا رحمةً
كلّت بوصفك سيدي الأحلامُ
والمدحُ إلافيك يُصبحُ جثةً
تمشي على أوصالها الأقدامُ
قد خصك الله العظيم بشرعةٍ
ولَّت بها الأوثانُ والأصنامُ
وتنورت فيها القلوب لأُمةٍ
كانت تُقطَّع عندها الأرحامُ
وقضى بها الطاغوتُ بعد شموخِهِ
وهوى الصليبُ هناك والحاخامُ
واليومَ في رسم الزنيمِ سفاهةً
يُرمى الرسولُ وتُنشرُ الأوهامُ
ويُسيءُ للإسلام منهم جاهلٌ
والمسلمون على الهوان نيامُ
يا ويلَ مملكةِ الضلالِ ومَن بها
إن قام يثأر للهدى الأعلامُ
أو ما درى أهلُ الصليبِ بأنَّ في
أرواحنا تتفجَّرُ الألغامُ
ستُذَلُّ حاضرةُ الصليبِ وعرشها
ولسوف يُقبرُ عندها الرسّامُ
يا سيدي المختارِ تلك عوالمٌ
يُعلى بها الأذنابُ والأقزامُ
زمرٌ تقاذفها الضلالُ لشاطيءٍ
حتى الصباح يعبُّ فيه مدامُ
لقطاءُ في درب الضلالةِ جُمِّعوا
تحدُوهمُ بعُقارها الآثامُ
يتسابقون إلى الفساد كأنَّهم
فيما جنت أيديهمُ أنعامُ
والكفرُ جمعٌ في العداوة واحدٌ
وبذاك يشهدُ مرسلٌ وإمامُ
ستَقَرُّ عينُ المؤمنينُ بنصرنا
ويُبلُّ من حمرِ الدماءِ أوامُ
وسيثأر الجيل الجديد لأحمد
وسينجلي عن أرضنا الإظلامُ
ولّت بلا عودٍ خرافةُ مبطلٍ
كانت تعربدُ حولها الحكّامُ
وسيبزغُ الفجرُ الجديدُ بفتيةٍ
ويُهانُ سبَّابٌ لنا شتَّامُ