و ساعتنا اليوم مع قوله تعالى:
( مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) سورة نوح
فأطوار الإنسان كثيرة
بحول لله نقف على ثلاث مراحل في رحلة مع أطوار الإنسان.
و قبل ذالك لا بد أن نحدد من هو الإنسان؟؟ و ما هي الأطوار
التي سنتكلم عليها؟
أقول:
الإنسان هو,1 صفات’2 ذات’3 شهوات.
و كل واحدة من هذه الثلاث لها المكان المحدد من قبل لله تعالى.
و كل من حاول أن يتجاوز هذه الأطوار إما مخبول أو لا يرجو لله وقارا.
هذه الراحلة ممكن أن أسميها ( المحطات الثلاث) وهي
الأولى:
من عالم الدر لرحم, و في الرحم تكتمل الصفات.
و الثانية:
من الرحم لدنيا, و في الدنيا تكتمل الدات.
و ثالث:
من الدنيا للآخرة, و في الآخرة تكتمل الشهوات.
و في هذه الرحلة تعالوا نتوقف في كل محطة للتأمل وأخذ العبر و العضات.
و كل محطة تصلح لشيء محدد من قبل لله تعالى.
قبل بدئ الرحلة يجب أن أحدد المحطات و ماهية مهمتها.
في الطور الأول: الرحم.
تكتمل الصفات.
في الطور الثاني: الدنيا.
تكتمل الدات.
في الطور الثالث: الآخرة
تكتمل الشهوات.
و إن شاء الله سنقوم برحلة جميعا أيها الأحبة مع بعض مع هذا الإنسان
الذي سخر له الله كل ما في الكون ليحقق مراد من خلقه, ألا وهي عبادته.
******************
الأولى:
في الرحم تكتمل الصفات:
قال تعالى:
۩ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا... ۩
فالواحد منا قام برحلة من صلب آدم يتنقل بين أصلاب الرجال حتى يأذن له الله تعالى
باللقاء البويضة في الرحم، ثم يتشكل خلقا جديدا كما أراد الله له.
۩َ ولَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ (*) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (*) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين ۩
ففي هذا المعمل الرباني (الرحم) يتم بناء صفة الجسم البشري, في أحسن تقويم.
العينين و الأدنين و اليدين و الرجلين و ...لخ
تأملوا معي لأخوى الكرام, لو سمح لنا ان نجري حوارا مع الجنين
و سألناه, ما حاجتك للرجلين في عالم الرحم ؟ و ما حاجتك لليدين في عالم الرحم ؟؟
لا قال لنا لا حاجة لي لها هنا, و حتى لو حاول أن يستعملها هناك لكان عمل في غير محله, واعتبر عمل غير طبعي, لأنه ستخدم شيء في غير محله.
لكن ممكن أن يحركهم للترويض و المساعدة في النمو الطبيعي
فإن قال لنا أجيبوني عن السؤل, لقلنا له: أنت في حاجة لهذه الأعضاء في عالم أسمه الدنيا, هي بالنسبة لك عالم غيبي.
فمثل الرحم كمثل مصنع تتجمع فيه صفات و أعضاء الإنسان
في تسع أشهر ثم يغادر لعالم عليه جديد هو الدنيا ليكمل رحلته تجاه الخلد.
********يتبع
و حتى لا أطيل عليكم أقول لكم لنا موعد في الحلقة القادمة إن شاء الله
مع المرحلة الثانية:
{ في الدنيا تكتمل الذات }