أولاً: الجانب الاجتماعي:
مر مفهوم المرأة في المجتمع العربي بمراحل عدة، وفقاً لعدة تأثيرات دينية سياسية واقتصادية. المفاهيم والأفكار السائدة في المجتمع أيضاً لها تأثير على تعاطي المرأة كمفهوم و كذات. فالثقافة العربية تتعامل بشكل مختلف مع المرأة عما يفعله الآخر من خلال ثقافته الخاصة. ذُكر في قصة الحضارة لـ ول ديورانت مثلاً أن المرأة الهندية في المجتمعات البدائية التي سبقت ميلاد المسيح، كانت صاحبة السلطة، بل أن السلطة تنحصر على الجنس النسائي، خاصة النسوة الكبيرات في السنة، انطلاقاً من الإيمان بالحكمة التي حصلت عليها من التجربة الحياتية. في الضفة الأخرى نجد المرأة في الإرث اليوناني عُملت بشكلٍ مجحف، على الرغم من أن الفكر و الفلسفة في الثقافة اليونانية وصلت إلى أوجها، باعتبارها فلسفة تخدم بل و تنظر من المنطلق الإنساني وعلاقته مع الآخر الميتافيزيقي و الآخر داخل المنظومة الاجتماعية. تذكر الكاتبة " سهير لطفي" في كتابها "المرأة العربية ودورها في الوحدة العربية " أن المرأة كان ينُظر إليها في المجتمع اليوناني القديم باعتبارها مصدر للشر و ضيقة الأفق الخ.. من أوصاف مجحفة في حق المرأة ككائن خُلق متساو مع الرجل. و لربما يعود ذلك – برأينا – للميثولوجيا اليونانية التي صورت بعض "الآلهات" في أحداث معينة، باعتبارهن عناصر شر (انظر: أسطورة فينوس\ عشتار بالمسمى السومري\ عشتروت بالمسمى اليهودية) .
عودة للمرأة في التراث العربي، نجد أن المرأة العربية تعيش ضمن إطارات معينة حددها لها الدين و المجتمع. وبما أننا نتحدث عن الجانب الاجتماعي، فسنتحدث عن الإطارات التي حددها المجتمع.
أ××. المرأة كعنصر جنسي:
يتعامل العرب مع المرأة باعتبارها عنصر جنسي بحت. يرى العرب – وللدين دور في ذلك- أنها سُخرت لهم من أجل إنجاب الأطفال. صحيح أن هذا المفهوم لم يدعم من خلال الدين في حياة ما قبل الإسلام. كانت المرأة ومازالت عديمة المنفعة حين تكون عاقراً، رغم أن هذا فسيولوجي لا علاقة له بمعطياتها الخاصة كامرأة. لا يوجد مثال في الجاهلية – كما يصف العربي تاريخه الما قبل إسلامي- يوضح أن هنالك رجل تجاهل عقر امرأته واعتبره شيئاً عادياً، فالعرب يرون في عدم إنجابهم للنسل انتقاصاً من رجولتهم، و هذا غير موجود في أغلب الثقافات الأخرى، لذا نجد أن العرب قبل الإسلام تعاملوا مع آلية تعدد الزوجات لإكثار النسل، خاصة إذا كان الشخص صاحب مكانة كشيخ عشيرة مثلاً. بالتالي تتحول المرأة إلى عنصر جنسي، أو آلة تفريخ – على حد تعبير ماريو فارغاس يوسا-. انطر للتناقض: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ) النساء – 3. (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) – النساء 129. انتشار تعدد الزوجات دلالة واضحة على أن المرأة لم تكن عنصراً فعالاً في المجتمع بحيث تعترض على هكذا ممارسة قمعية ضدها و ضد حقوقها الإنسانية. هنا دلالة أخرى أيضاً، بأن الزواج لم يكن سوى عقد اجتماعي، كان يمثل غطاء يخبئ تحته اغتصاب جنسي لجسد المرأة بشكل يومي، و لربما لم يسمى اغتصاباً آنذاك لعدم وجود الوعي لدى المرأة لاعتباره كذلك. حتى في العملية الجنسية ذاتها، لا يوجد نص واحد من الإرث العربي يمثل لنا كيف أن المرأة تتمتع في العملية الجنسية تماماً كما يفعل الرجل. وهذا قد يعود لاعتبار المرأة ذات يجب أن تكون خجولة حتى يترابط ذلك تلقائياً بمدى صلاحها كامرأة جيدة و أصيلة!.
ب. دورها في المجتمع:
لم يحدث الإسلام أي تغير من جانب إعطاء المرأة دوراً أكبر في المشاركة في الوسط الاجتماعي إلا ما ندر. هل شغلت المرأة ذات مرة منصب شيخ عشيرة في الجاهلية؟ هل شغلت منصب خليفة بعد الإسلام؟
هنالك شعور عميق و داخلي لدى الرجل العربي بأن المرأة ذات عقل ناقص، حتى في الأمثال الشعبية تجد هذه العبارة لتبرير أي فعل أحمق – برأي المجتمع – قامت به امرأة. "عن أبي سعيد الجندي قال: خرج رسول الله في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمرَّ على النساء فقال (يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار) فقلن: فيم يا رسول الله: قال (تكثرن اللعن، وتكفرن العشير. ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن) فقلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال (أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟) فقلن بلى. قال (فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم.) قلن: بلى. قال: (فذلك من نقصان دينها). وعلى الرغم من أن لا شيء يثبت ذلك، بل على العكس وصل العلماء في الغرب إلى أن المرأة تفكر بقدرة دماغين في آن واحد، وهذا ضعف ما يفعله الرجل. ولكن بالطبع، الرجل العربي يحصل على كل الدعم من قِبل أفكار المجتمع و من قبل الدين من أجل تدعيم مواقفه. هنالك خطاب واضح من قبل محمد ذاته – و بكل أهميته الدينية – يقول فيه أن أمة تقودها امرأة فاشلة و لا بركة فيها. على الرغم من أن إحدى مستشارات عمر بن الخطاب كانت امرأة، على الرغم من أن عمة الرسول قد شاركت كبطلة أمام الأعداء في إحدى المعارك حين لم يكن الرجال هنالك لحمايتهم، على الرغم من أهمية عائشة دينية "خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء"- قال محمد. وهنالك أمثلة كثيرة، لكن كل هذه الأدوار لم تكن سوى هامشية أو نادرة. تخيلوا! ثقافة تمتد جذورها لأكثر من ألفين سنة تقريباً، يحصل فيها النساء الآن فقط على حقوقهم السياسية!.
لقد حُصر دور المرأة باعتبارها أماً تربي الأطفال و تنظف البيت و توفر الراحة لرجلها سواء عبر تربية أبناءه أو جنسياً، فهو بحاجة ماسة لاستخدام جسدها كي يفرغ حيواناته المنوية، وبالتالي يعيش حياة أفضل أو يحصل على سكينة تمكنه من إكمال مسيرته في السيطرة على المجتمع. انظر لما يقول عباس محمود العقاد: "فالمرأة تشتغل بإعداد الطعام منذ طبخ الناس طعاماً قبل فجر التاريخ، وتتعلمه منذ طفولتها في مساكن الأسرة والقبيلة، وتحب الطعام وتشتهيه. ولكنها بعد توارث هذه الصناعة آلاف السنين لا تبلغ فيها مبلغ الرجل الذي يتفرغ لها بضع سنوات، ولا تجاريه في إجادة الأصناف المعروفة ولا في ابتداع الأصناف والافتنان في تنويعها وتحسينها، ولا تقدر على إدارة مطبخ يتعدد العاملون فيه من بنات جنسها أو من الرجال. كذلك الأمر بالنسبة لصناعة التطريز وعمل الملابس، إنها من صناعات النساء القديمة في البيوت، ولكنها تعول على الرجال في أزيائها ولا تعول فيها على نفسها".
" لقد كانت الأمثلة الرائعة على النساء في الإسلام باعتبار فاطمة بنت محمد مثلاً لم يرها غير رجلها و ابنيها و والدها، و التفاخر بذلك على أنه شكل إيجابي، رغم أنه ليس صورة حادة لاضطهاد المرأة و تأطير حريتها. لربما كانت المرأة في الفكر الشيعي تُعامل بشكل أفضل –ولكن غير مثالي- فنجد لزينب أخت الحسين مكانة مهمة و تقديسها من جانب اجتماعي و من جانب أنها كانت كالعسكري الذي يحمي الخيام بعد غياب إخوتها. صُورت زينب في الإرث الشيعي بأنها امرأة كانت تقيم المجالس التي تتميز بالتحاور، بل و مجالس أخرى للطرب، مع الذكر بأنها مجالس ذات حدود و التزامات لا تخرج عن الدين. وحتى في الدولة الصفوية –وهي أول دولة شيعية في التاريخ الإسلامي، و إن كانت تأخذ المذهب الشيعي كما أخذه و نظر إليه الفرس، و في ذلك اختلاف عن النواة الأصلية للشيعة- تجد المرأة أخذت أمكنة فأصبحت في أكثر من موضع والية في الفصل في أمور العدل. ورغم كل هذا، لم تحصل المرأة على المكانة المثالية التي تضعها في مقام الرجل.
ج. المرأة ككائن غير مستقل:
لا تستطيع المرأة العربية على اتخاذ أي قرار يخصها شخصياً. كل القصص في التراث العربي تحتوي على نسوة أحبّبن ومنعن من الزواج من عشاقهن بسبب العرف السائد في تفريق الأحبة تجنباً للعار. لقد اعتبر العرب على مرور العصور و إلى هذه اللحظة بأن المرأة هي سبب محتمل لخسارة الشرف أمام المجتمع. دخولها في أي علاقة حبّ –سواء وصلت إلى الحد الجنسي أم لا- هي علاقة محرمة و جالبة للعار وتؤدي إلى قتل الفتاة. حين تتزوج المرأة يسيطر والدها أو الأخ على خياراتها، و على الرغم من أن الادعاء بأن الإسلام أوقف ذلك، لكن هنالك أدلة حتى في عصر محمد ذاته، كان هنالك نسوة يذهبن للرسول يشكون للرسول كيف أرغموا على الزواج من هذا أو ذاك. السيطرة على خيار المرأة في الزواج يعود للوالد أو الأخ، و مدى حبّه لابنته أو لأخته بحيث يرأف عليها و لا يجبرها على زواج هذا أو ذلك. لا تستطيع المرأة أن تعقد قرانها على رجل ما حتى و إن عصت في ذلك أهلها، إلا إذا كانت مطلقة و في سن متقدم، و ذات جرأة بحيث تقدم على خطوة قد تؤدي إلى نفيها من المجتمع أو مقتلها. (البكر تستأذن والثيب تستأمر ولا يجوز العضل. ) محمد.
ثانياً: المرأة دينياً.
أ××. الحجاب.
في العصر الجاهلي، كانت المرأة تلبس غطاءاً تقليدياً للشعر، لكن هذا الغطاء لم يكن إلزامياً، بل غطاءاً يرجع للبس الإنسان العربي ذاته، فيلبسه حتى الرجل. هنالك إيمان ثابت لدى العرب حالياً بأن الحجاب من أهم أسس المرأة المسلمة، فهو يوفر لها سياج حماية من الأعين الزائغة التي قد تتقصدها و تستخدمها كعنصر جنسي، على الرغم من أن هذا يتناقض مع خطاب الدين الذي حول النساء كنعمة من نعم الدنيا التي وفرها للرجل كالمال و الأبناء وغيرها، أي بمعنى آخر: مجرد لذة جنسية. يتسبب مفهوم الحجاب بخسارات كثيرة للمرأة العربية، فهي تضطر إلى لبس ما يستر كل جسدها بحيث يصبح متوافقاً مع الحجاب. ويرى الدين في هذه الخسارات مجرد قرابين تقدم لـ الله وتطلب منه رضاه لأنه يحرص على توفير الأمان لها!.
لقد خلق الإسلام وهماً بأن الشعر أحد أسباب الفتن، على الرغم من أن جسد المرأة هو ما يفتن الرجل أولاً، و قد يجيء الشعر كفتنة، لكنه ليس عاملاً أولياً، وإن كان الإسلام محقاً في هذه الحماية للمرأة، كان من الواجب أن يغطي حتى وجهها، فهنالك وجوه نسوة فاتنة جداً، مما أدى بالفقهاء إلى "الاجتهاد" و خلق ما يسمى بـ " النقاب" وهو الأكبر من طاقة المرأة كثيراً، و تكبيل جسدها، مما يؤدي بالمرأة للشعور بأنها مجرد مصدر للخطايا، و أن جمالها إن "بُليت به" ليس سوى ابتلاء من الرب لها. إن المرأة بهذا الشكل تحولت إلى قطعة من الأقمشة بحجة حمايتها من الآخر الذكر. وعلى الرغم من أن الإسلام جعل الزنا من الكبائر، إلا أنه لم يكتف بذلك كحماية للمرأة، بحيث تحول إلى الحجاب. الحجاب بحد ذاته، مثار جدل بين الإسلاموي والمتعقلن، بحيث ينحو الأول بأنه كان موجود في نص قرآن صريح، بينما الآخر يجد بأنه كان حلاً مؤقتاً وموجهاً لنسوة الرسول العديدات بحيث لا يعرفهم الأعداء.
"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن..." (سورة النور، الآية 31).
و"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما" (سورة الأحزاب، الآية 59). .
لماذا يجب على المرأة أن تخسر جزءاً مهماً من حريتها من أجل أن لا تفتن الرجل؟ لماذا لا يضع الدين كابحاً لهذا الرجل يمنعه من الاعتداء المرأة، و بذا نصل إلى حل عادل يحافظ على جزء مهم من حرية المرأة (ولم نقل "يعطي" بدلاً من "يحافظ").
ب. القوامة والعنف.
( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ، و بما انفقوا من أموالهم ) سورة النساء آية 34 .
حين نقرأ هذه الآية، لا نستغرب كيف أن الدروز الموحدين ينكرون وجود سورة النساء في القرآن، ففي هذه السورة بالذات طعن كبير في صفة الله العادل.
ليس بجديد الحديث عن العنف ضد المرأة لدى العربي فقضية المرأة في المجتمعات العربية و تعرضها للعنف من أكثر القضايا طرحاً على الساحة ، و من الواضح أن هنالك نظريات و أحكام وضعها الفقهاء منذ قرون مازال الرجل العربي يستخدمها لتبرير جريمته باسم الرب و المُقدس . ماهية المرأة و دونيتها في الإسلام لا تتعلق في قضايا الميراث و التفرقة و عدم اعتماد شهادتها و الحجاب والتنقل دون محرم فقط ، بل و يتشعب إلى ما هو أوسع من ذلك مع التطور الملحوظ في المجتمع . في العصر الحديث يتعرض الرجل العربي و المرأة العربية على السواء لظلم المجتمع ، و لكن لهذا الظلم أن يتفرغ عبر قنوات أخرى ، إن هذا الكبت من قبل أيدلوجية المجتمع و حركة الكهنوت سبب رئيسي في تضخم مسألة العنف .
يجد الرجل العربي مساحة كبيرة من الحرية و الأحقية في ضربه للمرأة ، سواء كانت ابنته أو زوجته أو أخته أو أمه الخ ؛ و ذلك بتشجيع من المجتمع الذي يحفظ له حقه في ممارسة العنف مع أدنى حالات الاعتراض التي تبديها المرأة حيث أن الفكرة المتوارثة في المجتمع العربي منذ العصر الجاهلي لم يستطع الإسلام مسحها من عقلية القبيلة و السلطة المتكافلة مع رجل الدين . يؤسس المجتمع العربي الرجل منذ صغره على أمور معينة أولها حريته في الخروج و العودة بأوقات غير محددة بينما يتم التحفظ على كل خطوات المرأة ، يقوم بإعطائه اللون الأخضر في ممارسة دور الآمر على المرأة ( مثال : أخته و زوجته و أحياناً أمه ) ، إضافة إلى إيضاح عُذر لكل خطايا الرجل حتى تلك التي تخرق الشريعة و هو العذر المُكرر : " إنه رجل " !!
( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً ) سورة النساء آية 34 .
ج. المحرم
يذكر الباحث العراقي الراحل هادي العلوي في فصوله عن المرأة بأن المرأة في الجاهلية كانت قادرة على السفر بلا محرم، و مخاطبة الرجال دون خجل حتى جاء الإسلام وخلق مفهوم المحرم الذي يحدد حرية المرأة. لقد استخدم حديث محمد القائل: " اجتمع رجلا وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما " باعتباره ترهيب شديد من اجتماع أي رجل وامرأة، كما ضاعف هذا الحديث الخطر بسبب عدم تحديده نوع الاجتماع، فهل يعني كل اجتماع بينهما؟ أم يعني اجتماع مخفي عن عيون الناس؟ مما أدى إلى رجال الدين مرة أخرى بـ الاجتهاد و تحويل كل اجتماع بين الرجل و المرأة سبباً للوصول إلى الزنا. يقول شيخ معاصر اسمه محمد جبريل : "لا يوجد شيء يسمى صداقة بين الولد والبنت فطالما الشاب نضج وأصبح شابا فيعد رجلا والبنت كذلك طالما اكتملت معالم أنوثتها فأصبحت امرأة.... واختلاطهم في مكان واحد دون وجود محرم حرام والتحدث في أمور غير الأمور العلمية أو الدينية فهو حرام لا يجوز للمرأة الجلوس مع أجنبي دون وجود محرم.. إن مسمى الصداقة غير مستحبة بين الرجل والمرأة أو الولد والبنت لأن هذه الصداقة تولد الفتنة والمحرمات فما اجتمع رجلا وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما".
تحتاج المرأة الآن إلى محرم حين ترغب في السفر، إلى محرم حين تتنقل من مكان إلى آخر، بل وصل الأمر بأنها لا تستطيع أن تستلم راتبها في السعودية إلا و محرمها يوقع لها آذناً لها بذلك!. لا أعرف كيف سيعطي الإسلام المرأة حقها في بناء المجتمع و المشاركة فيه وهي غير قادرة على الحركة دون محرم. إن احتمالات وقوع أي حادث للمرأة وهي دون محرمها، قد يحدث للرجل بصورة أخرى، إذن الأمر لا يقوم على نوع الجنس، بل على الظروف المحيطة ذاتها.
ء. الميراث:
يقسم الإسلام الميراث على الرجل والمرأة بغير التساوي، فيعطي الرجل أكثر من المرأة وذلك اعتقاداً بأن الرجل كربّ أسرة يحمل مسؤوليات أكثر "للذكر مثل حظ الأنثيين" (الآية 11، النساء).. وقد يكون هذا صحيحاً في بدايات الدين الإسلامي حين كان وضع المرأة مختلفاً عن وضعها الحالي، لكن حالياً نجد أن امرأة ما مطلقة أو أرملة تحمل مسؤوليات أكثر من الرجل، المرأة التي لا تملك من يعولها، المرأة التي يتنكر لها إخوتها لأنهم لا يريدون أن تتسبب لهم بخسارات مادية. كل هذه الحالات متواجدة بكثرة في المجتمع، حتى المرأة التي لم تتزوج أصبحت تملك مسؤوليات مشابهة تماماً لمسؤوليات الرجل، و رغبات في الوصول إلى حياة معيشية أفضل. هذا يعني أننا نحتاج إلى الخروج عن تشريع الميراث الموجود في الدين لأنه لا يعالج الحالات السائدة، و هذا يعني بأن الإسلام لا يصلح لكل الأزمان فإن فعل، كيف نقف الآن أمام هذه المعضلة؟! هذا يعني أيضاً أن كل الشرائع الإسلامية التي تضطهد المرأة و تفضل الرجل عليها تحتاج إلى إعادة قراءة بل و إعادة كتابة بحيث يتوافق ذلك مع صفات كاتب هذا الكتاب – الله – الذي يتصف بعدالة مطلقة. يقول أحد المشايخ\ عبد الرحمن الخالق مبرراً هذه الممارسة ضد المرأة: "ولما كانت المرأة في تشريع الإسلام لا تجب عليها نفقة لا على نفسها ولا على غيرها، فإن التشريع أعطاها نصف ما يأخذ الذكر في الميراث نظراً لرفع وجوب النفقة عنها، وجبراً للرجل الذي أصبح العمل معقوداً برأسه... والإنفاق واجباً عليه وحده." ببساطة، حين يعجز المسلمون عن تبرير هذا الانتقاص من المرأة في إعطائها حقاً أقل في الميراث، نصل إلى العبارة التقليدية: "يعلم مالا تعلمون".
هـ. نجاسة المرأة وتحقيرها:
• ( وإن كنتم مرضى أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا صعيدا طيبا فتيمموا ) - سورة النساء - 43 .
• ( ثلاث يفسدن الصلاة : المرأة والكلب والحمار ) – رواه مسلم .
• (الثلاثة المفسدات للصلاة هي المرأة والمجوسي والخنزير ) – رواه مسلم .
• (إن المرأة دابة سوء ) – محمد .
• ( ولا أحسب النساء خُلقن إلا للشر ) – محمد .
• ( الشؤم في ثلاث: الفرس والمرأة والبيت ) – محمد.
• ( للمرأة ستران: القبر والزوج. قيل: فأيهما أفضل؟ قال: القبر ) – محمد.
• " إياكم والنساء، فإن أول فتنة بين بني إسرائيل كانت بسببهن" – محمد
• "ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر" - محمد
• "لولا المرأة لدخل الرجل الجنة". – محمد
• " ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة، إلا في العيدين: الأضحى والفطر. وليس لهن نصيب في الطرق إلا الحواشيب" – محمد.
• "ليس للنساء سلام ولا عليهن سلام" – محمد.
• "المرأة المؤمنة في النساء كالغراب الأعصم في الغربان. فإن النار خلقت للسفهاء، وإن النساء أسفه السفهاء" – محمد .
أعتقد أن الأقوال السابقة كافية لشرح ما أريد التعبير عنه، من الواضح جداً كيف يتم التعامل في الإسلام بل و من أكبر شخصياته في تحقير المرأة و اعتبارها شيء نجس، خطيئة ، وسبب للفتنة!! يضحكني حقاً حين يقول محمد شلتوت: " إنها مكانة لم تحظ المرأة بمثلها في شرع سماوي سابق، ولا في اجتماع إنساني تواضع الناس فيما بينهم"