jawharat_lislam مدير
عدد المساهمات : 1297 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 04/03/2013
| موضوع: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم مع الجزء الثامن و العشرون 1 السبت مارس 09, 2013 7:14 am | |
| <blockquote class="postcontent restore ">
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثامن و العشرون (1) وبعض آيات من سورة المجادلة
مبدء إحترام العلاقة الزوجية
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ, وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا, إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [size=9]- 1
الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ – 2 وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ – 3 فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ – 4
نزلت هذه الآيات الكريمات في رجل من الأنصار اشتكته زوجته إلى الله، وجادلته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حرمها على نفسه، بعد الصحبة الطويلة، ووجود الأولاد، وكان هو رجلا شيخا كبيرا، فشكت حالها وحاله إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكررت ذلك، وأبدت فيه وأعادت.
وفي الحديث: عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة رضي الله عنها قالت : في وفي أوس بن الصامت نزل صدر سورة المجادلة ، قالت : وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه ، فراجعته في شيء فضجر فقال : أنت علي كظهر أمي ، ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ، ثم دخل علي فإذا هو يريدني عن نفسي ، فقلت : كلا والذي نفس خويلة بيده لا تخلص مني إلى شيء وقد قلت ما قلت ، حتى يحكم الله ورسوله فينا حكمه ، ثم خرجت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فنزل ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) إلى قوله ( وللكافرين عذاب أليم ) الراوي: خويلة بنت مالك بن ثعلبة ويقال لها خولة
المصدر: ابن حجر العسقلاني
الأحكام التي نستخلصها من الآيات الكريمة
منها: لطف الله بعباده واعتناؤه بهم، حيث ذكر شكوى هذه المرأة المصابة، وأزالها ورفع عنها البلوى، بل رفع البلوى بحكمه العام لكل من ابتلي بمثل هذه القضية. فنشهد السماء تتدخل في شأن يومي لأسرة صغيرة فقيرة مغمورة , لتقرر حكم الله في قضيتها , وقد سمع - سبحانه - للمرأة وهي تحاور رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم تكد تسمعها عائشة وهي قريبة منها ... وهي صورة تملأ القلب بوجود الله وقربه وعطفه ورعايته .
ومنها: أن حكم الظهار مختص بتحريم الزوجة، لأن الله قال ﴿ مِنْ نِسَائِهِمْ ﴾.
ومنها: أن الظهار محرم، لأن الله سماه منكرا ( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) .
ومنها بيان حقيقة وضع الزوجة الذي لا يتغير بقول الزور , قال تعالى: ﴿ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ﴾
ومنها: أنه يكره للرجل أن ينادي زوجته ويسميها باسم محارمه ، كقوله ﴿ يا أمي ﴾ ﴿ يا أختي ﴾ ونحوه، لأن ذلك يشبه المحرم.
ومنها: أن الكفارة إنما تجب بالعود لما قال المظاهر.
ومنها: أن الكفارة المقررة عتق رقبة، يستوي في ذلك الصغير والكبير، والذكر والأنثى، لإطلاق الآية في ذلك. وبهذه الكفارات وغيرها قضي على نظام الرق نهائيا في الإسلام. حيث أغلق باب الإسترقاق من الحروب كما أوضحنا سابقا , وفتح باب الحرية للرقيق الموجود لديهم, وبذلك تم استئصال نظام الرق من جذورة في سهولة ويسر دون الخلل بنظم إعتاد عليها العالم في وقتها. ومنها: أنه لا بد من إطعام ستين مسكينا، فلو جمع طعام ستين مسكينا، ودفعها لواحد أو أكثر من ذلك ، دون الستين لم يجز ذلك ، لأن الله قال : ﴿ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ﴾ ومن هنا ندرك العناية بالمساكين في الشريعة الإسلامية , وقد أصبح لهم حق في الكفارات وحق في أموال الزكاة والصدقات. بحيث يصبح في النهاية لا وجود لفقراء معدومين كما نرى اليوم من الفجوات الضخمة بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء المعدومين.
والسورة مليئة بالمشاهد الرائعة التي تدل على رعاية الله تعالى للمؤمنين.
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى [/size]</blockquote> | |
|