بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء
الثلاثون
(25)
وبعض آيات من سورة
العلق
مبدأ العلم والبحث العلمي
أول ما نزل من القرآن العظيم
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ – 1 خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ – 2
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ – 3 الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ –
4 عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ – 5
إن المدخل الأول للتعلم هو القراءة ,
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ ) .
وإن المدخل
الأول للبحث العلمي هو النظر في الحقائق الموجودة في واقع الحياة( خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ
)...
وإن المدخل الأول لكلا
الأمرين تعلم الكتابة والوسيلة التي تكتب (القلم) والمعلم, لأن العلم مكتسب ولا
يولد مع الإنسان, لا بد من معلم ووسيلة للكتابة.. ولذا كان التعلم لأبو البشر أدم
عليه السلام . قال تعالى في سورة البقرة : وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا
....
اقْرَأْ وَرَبُّكَ
الْأَكْرَمُ– 3 الَّذِي عَلَّمَ
بِالْقَلَمِ– 4 عَلَّمَ الْإِنسَانَ
مَا لَمْ يَعْلَمْ –
5
من أهم مقومات الحضار في الإسلام " العلم
والبحث العلمي " فهو المقدمة الأولى لبناء الصرح الحضاري..
والعلماء ورثة الأنبياء كما ورد في الحديث الشريف : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :
من سلك طريقا يطلب فيه
علما ، سلك الله به طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم
رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض ، والحيتان في
جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ،
وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء ، لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما
ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر...
الراوي: أبو
الدرداء المصدر: صحيح الجامع للألباني –
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
وأن الذين يخافون الله تعالى هم العلماء لما يرونه
من حقائق مزهلة في عالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد وفي مجرات النجوم والكوكب
والأقمار وفي الذرة وفي البحار والأنهار.
قال
تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ - 28 فاطر
********
والعلم من أهم صفات من نزل عليهم القرآن
العظيم
قال تعالى: في أول سورة فصلت:
حم – 1 تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -
2 كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ – 3
يخبر تعالى
عباده أن هذا القرآن العظيم ﴿ تَنْزِيلُ ﴾ صادر ﴿ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ الذي وسعت رحمته كل شيء، الذي
من أعظم رحمته وأجلها، إنزال هذا الكتاب، الذي حصل به، من العلم والهدى، والنور،
والشفاء، والرحمة، والخير الكثير، فهو الطريق للسعادة في
الدارين...
ثم أثنى على الكتاب بتمام البيان فقال : ﴿ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ﴾ أي : فصل كل شيء , وهذا يستلزم من علماء
المسلمين تدبر آياته والبحث في كافة العلوم التي أتى بها على الإجمال حتى يستوعبها
البشر في كافة العصور....
﴿ قُرْآنًا
عَرَبِيًّا ﴾ أي: باللغة الفصحى أكمل اللغات، فصلت آياته وجعل عربيًا.
﴿ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ أي: لأجل أن يتبين لهم معناه،
كما تبين لفظه، ويتضح لهم الهدى من الضلال، والْغَيِّ من
الرشاد.....
وقد حافظ القرآن العظيم على اللغة العربية
ونشرها في ربوع الأرض وجعلها من اللغات الحية في العالم.. وقد استوعبت اللغة
العربية جميع علوم الأرض , والدليل على ذلك ما قام به علماء الإسلام بالترجمة لكتب
العلوم في العصر الذهبي للدولة الإسلامية , والبحث العلمي في جميع أصول المعرفة
سواء الرياضية في الجبر والهندسة أو العلوم الكيمائية أو الطبية أو علم الفلك من
نجوم وكواكب أو الجغرافية أو التاريخية والشريعة والقانون..
فتفوق المسلمون الأوائل في العلوم الصناعية في كافة المجالات مثل صناعة
السفن والأساطيل البحرية وإنشاء الترع والسدود و إنشاء المدن وما ترتب عليها من
مرافق وإضاءة...
قال تعالى في سورة يونس :
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ
ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ – 5
إِنَّ فِي
اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ –
6
*******
هل
أدركنا أهمية العلم والبحث العلمي في ظل عقيدة التوحيد..
فرسالة الإسلام هي سياج الأمان من إنحراف الحضارات , فبدون مبادئ الإيمان
تشتعل الحروب ويروج لها تجار السلاح..
قال تعالى :
كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ
أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُفْسِدِينَ– 64 المائدة
ولكن في ظل عقيدة الإسلام , قال تعالى :
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ– 90
النحل
*******
وإلى بقية
الجزء إن شاء الله تعالى