<blockquote class="postcontent restore ">بسم
الله الرحمن الرحيم
أنبياء الله في القرآن العظيم
(أدم عليه
السلام)
وبعض آيات من سورة الأعراف
لقد انطلقت هذه
البشرية من نقطة البدء , ممثلة في شخصين اثنين . . آدم وزوجه . . أبوي البشر . .
وانطلق معهما الشيطان .
ومبتلي كلاهما وذراريهما معهما بقدر من الاختيار ;
ليأخذوا عهد الله بقوة أو ليركنوا إلى الشيطان عدوهم وعدو أبويهم الذي أخرجهما من
الجنة.
وليسمعوا الآيات التي يحملها إليهم ذلك الرهط الكريم من
الرسل على مدار التاريخ , أو يسمعوا غواية الشيطان الذي لا يني يجلب عليهم بخيله
ورجله ويأتيهم عن أيمانهم وعن شمائلهم …
قال تعالى :
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا
لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ
السَّاجِدِينَ[size=9] – 11 قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ
أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ
طِينٍ – 12 قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ
تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ - 13
قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ – 14 قَالَ
إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ - 15
وبهذا المشهد
في نقطة الانطلاق يتحدد مصير الرحلة كلها , ومصائر المرتحلين جميعا . . وتلوح طلائع
المعركة الكبرى التي لا تهدأ لحظة طوال الرحلة , بين هذا العدو الجاهر بالعداوة ,
وبني آدم جميعا . كما تلوح نقط الضعف في الكائن الإنساني جملة , ومنافذ الشيطان
إليه منها .
﴿ وَلَقَدْ
خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا
لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ
)
نشأة الجنس البشري , ترجح أن إعطاء هذا الكائن خصائصه
الإنسانية ووظائفه المستقلة , كان مصاحباً لخلقه .
وأن الترقي في تاريخ الإنسان
كان ترقياً في بروز هذه الخصائص ونموها وتدريبها واكتسابها الخبرة العالية . ولم
يكن ترقياً في "وجود" الإنسان . من تطور الأنواع حتى انتهت إلى الإنسان . كما تقول
الداروينية .
ثم أمر الملائكة الكرام أن يسجدوا لآدم، إكراما واحتراما،
وإظهارا لفضله، فامتثلوا أمر ربهم، ﴿ فَسَجَدُوا ﴾ كلهم
أجمعون ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ ﴾ أبى أن يسجد له، تكبرا
عليه وإعجابا بنفسه.
فوبخه اللّه على ذلك وقال : ﴿ مَا
مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ﴾ لما خلقت بيديَّ، أي : شرفته وفضلته بهذه
الفضيلة، التي لم تكن لغيره، فعصيت أمري ؟
﴿
قَالَ ﴾ إبليس معارضا لربه : ﴿ أَنَا خَيْرٌ
مِنْهُ ﴾ ثم برهن على هذه الدعوى الباطلة بقوله : ﴿ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ
﴾
وموجب هذا أن المخلوق من نار أفضل من المخلوق من طين لعلو
النار على الطين وصعودها، وهذا القياس باطل ..لأن هناك أمر يوجب التنفيذ ولا قياس
مع وجود النص.. وهو الأمر بالسجود..
ولهذا لما جرى من إبليس ما جرى، انحط من
مرتبته العالية إلى أسفل السافلين.
فقال اللّه له : ﴿ فَاهْبِطْ مِنْهَا ﴾ أي: من الجنة ﴿ فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا ﴾ لأنها دار
الطيبين الطاهرين، فلا تليق بأخبث خلق اللّه وأشرهم.
﴿ فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ أي : المهانين
الأذلين ..
( قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ ) أي سأل اللّهَ النَّظِرَةَ والإمهال إلى يوم البعث، ليتمكن من
إغواء ما يقدر عليه من بني آدم.
ولما كانت حكمة اللّه مقتضية لابتلاء العباد
واختبارهم، ليتبين الصادق من الكاذب، ومن يطيعه ومن يطيع عدوه، أجابه لما سأل، فقال
: ﴿ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ
﴾
**********
دمتم في رعاية الله وأمنه
وإلى لقاء قادم إن شاء
الله تعالى
[/size]</blockquote>