بسم الله الرحمن الرحيم
أنبياء الله في القرآن العظيم
(أدم عليه
السلام)
وبعض آيات من سورة الأعراف
لقد سأل إبليس ربه أن ينظره إلى
يوم البعث . وهو يعلم أن هذا الذي يطلبه لا يقع إلاّ بإرادة الله وقدره . ولقد
أجابه الله إلى طلبه في الإنظار , ولكن إلى ( يوم الوقت المعلوم )
قال تعالى في
سورة ص :
قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
- 79 قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ –
80 إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ -
81
قال الله له : فإنك ممن أخَّرْتُ هلاكهم إلى اليوم
الذي يموت فيه كل الخلق بعد النفخة الأولى , لا إلى يوم البعث,
وإنما أُجيبَ
إلى ذلك استدراجًا له وإمهالا وفتنة للثقلين.
وهنا يعلن إبليس في تبجح
خبيث - وقد حصل على قضاء بالبقاء الطويل - أنه سيرد على تقدير الله له الغواية
...
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ
لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ - 16 ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ
وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ – 17 قَالَ اخْرُجْ
مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ
مِنكُمْ أَجْمَعِينَ – 18
إنه سيقعد لآدم
وذريته على صراط الله المستقيم , يصد عنه كل من يهم منهم باجتيازه - والطريق إلى
الله لا يمكن أن يكون حساً , فالله سبحانه جل عن التحيز , فهو إذن طريق الإيمان
والطاعات المؤدي إلى رضى الله - وإنه سيأتي البشر من كل جهة : ( من بين أيديهم ومن
خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ). . للحيلولة بينهم وبين الإيمان والطاعة . . وهو
مشهد حي شاخص متحرك لإطباق إبليس على البشر في محاولته الدائبة لإغوائهم , فلا
يعرفون الله ولا يشكرونه , اللهم إلا القليل الذي يفلت ويستجيب:
(
ولا تجد أكثرهم شاكرين ). .
لبيان السبب في
قلة الشكر ; وكشف الدافع الحقيقي الخفي , من حيلولة إبليس دونه , وقعوده على الطريق
إليه ! ليستيقظ البشر للعدو الكامن الذي يدفعهم عن الهدى ; وليأخذوا حذرهم حين
يعرفون من أين هذه الآفة التي لا تجعل أكثرهم شاكرين ...
وفي الواقع أن
الشكر ليس كلمة تقال وحسب ولكن الشكر عمل ..
قال تعالى في سورة سبأ :
اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ
عِبَادِي الشَّكُورُ – 13
الشكر:
تصور النعمة وإظهارها ، ويضاده الكفر، وهو: نسيان النعمة، وسترها،
ودابة شكور: مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها ،
وقيل: أصله من عين
شكرى، أي : ممتلئة وتفيض، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه والإفاضة
من تلك النعم على من حولك من العالمين.
والشكر
ثلاثة أضرب:
أولا - شكر القلب، وهو تصور النعمة.
ثانيا
- شكر اللسان ، وهو الثناء على المنعم .
ثالثا - شكر سائر الجوارح ، وهو مكافأة
النعمة بقدر استحقاقه . وقوله تعالى : اعملوا آل داود شكرا
وذكر اعملوا ولم يقل
اشكروا؛ لينبه على التزام الأنواع الثلاثة من الشكر بالقلب واللسان وسائر
الجوارح.
وإذا وصف الله بالشكر في قوله تعالى ) : والله
شكور حليم - التغابن/17
فإنما يعني به إنعامه على
عباده، وجزاؤه بما أقاموا من العبادة.
هل أدركنا قيمة الشكر ؟ وكيف ركز
إبليس على صد الناس عنه ؟
فتجد الشح بين البشر , وتجد الإحتكار والبخل ..سواء في
المال أو المعلومات أو المساعدات في كافة مجالات الحياة
...
********
دمتم في رعاية الله وأمنه
وإلى لقاء قادم إن شاء
الله تعالى