بسم الله الرحمن الرحيم
أنبياء الله في القرآن العظيم
(إبراهيم عليه
السلام)
وبعض آيات من سورة البقرة
(2)
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ
إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ
عَهْدِي الظَّالِمِينَ – 124
الدلالة , والإيضاح القوي التأثير . فنأخذ في استعراض
هذا النسق العالي في ظل هذا البيان المنير:
الدرس الأول:
إمامة إبراهيم وشرط الإمامة في ذريته
.
وَإِذِ ابْتَلَى
إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ
إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي
الظَّالِمِينَ..
يقول الله تعالى للنبي [ صلى الله عليه
وسلم ] : اذكر ما كان من ابتلاء الله لإبراهيم بكلمات من الأوامر والتكاليف ,
فأتمهن وفاء وقضاء . . وقد شهد الله لإبراهيم في موضع آخر بالوفاء بالتزاماته على
النحو الذي يرضى الله عنه فيستحق شهادته الجليلة : (
وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى -37 النجم ). . وهو مقام
عظيم ذلك المقام الذي بلغه إبراهيم . مقام الوفاء والتوفية بشهادة الله عز وجل .
والإنسان بضعفه وقصوره لا يوفي ولا يستقيم !
عندئذ استحق
إبراهيم تلك البشرى . أو تلك الثقة:
قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً.
إماما
يتخذونه قدوة , ويقودهم إلى الله , ويقدمهم إلى الخير , ويكونون له تبعا , وتكون له
فيهم قيادة .
قَالَ وَمِن
ذُرِّيَّتِي.
وجاءه الرد من ربه الذي ابتلاه واصطفاه ,
يقرر القاعدة الكبرى التي أسلفنا . . إن الإمامة لمن يستحقونها بالعمل والشعور ,
وبالصلاح والإيمان , وليست وراثة أصلاب وأنساب .
فالقربى ليست وشيجة
لحم ودم , إنما هي وشيجة دين وعقيدة..
ودعوى القرابة والدم والجنس والقوم تصطدم
اصطداما أساسيا بالتصور الإيماني الصحيح:
قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ..
والظلم
أنواع وألوان:ظلم النفس بالشرك , وظلم الناس بالبغي .
والإمامة الممنوعة
على الظالمين تشمل كل معاني الإمامة : امامة الرسالة , وإمامة الخلافة , وإمامة
الصلاة .
فالعدل بكل معانيه هو أساس استحقاق هذه الإمامة في أية صورة من
صورها .
ومن ظلم - أي لون من الظلم - فقد جرد نفسه من حق الإمامة وأسقط حقه
فيها ; بكل معنى من معانيها .
وهذا الذي قيل لإبراهيم - عليه السلام - وهذا
العهد بصيغته التي لا التواء فيها ولا غموض ...( في ظلال القرآن
)
*********
وإلى لقاء قادم إن شاء الله
تعالى