jawharat_lislam مدير
عدد المساهمات : 1297 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 04/03/2013
| موضوع: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - مع الجزء الثلاثون5 السبت مارس 09, 2013 8:28 am | |
| <blockquote class="postcontent restore ">
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثلاثون (5) وبعض آيات من سورة عبس
قيمة العقل وأولويات العمل
عشنا في اللقاء السابق مع قيمة المؤمن عند الله تعالى. ونواصل اليوم إن شاء الله تعالى الحديث عن قيمة العقل والتدبر للوصول إلى اليقين الإيماني.. فقضية العقيدة في الإسلام قضية واقعية مبنية على المنطق والعقل وليست ضربا من الخيال والأوهام الفارغة ...
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ [size=9]– 17 مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ – 18 مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ – 19 ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ – 20 ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ – 21 ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ – 22
فقضية الكفر ليس عليها دليل عقلي بل ضرب من الجهل وضياع العمر فيما لا طائل من وراءه إلا الدمار في الدنيا والجحيم في الأخرة. فعمر الدنيا لا يكاد يذكر بجانب الخلود الأبدي في الحياة الحقيقية والنعيم الأبدي في الأخرة..
عجبا لهذا الإنسان الذي يعرض عن الهدى , ويستغني عن الإيمان , ويستعلي على الدعوة إلى ربه . . عجبا من أمره وكفره , وهو لا يذكر مصدر وجوده , وأصل نشأته , ولا يرى عناية الله به وهيمنته كذلك على كل مرحلة من مراحل نشأته في الأولى والآخرة ; ولا يؤدي ما عليه لخالقه وكافله ومحاسبه..؟؟
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ – 17
فإنه ليستحق القتل على عجيب تصرفه . . فهي صيغة تفظيع وتقبيح وتشنيع لأمره . وإفادة أنه يرتكب ما يستوجب القتل لشناعته وبشاعته . .
ما أكفره ؟ . . ما أشد كفره وجحوده ونكرانه لمقتضيات نشأته وخلقته . ولو رعى هذه المقتضيات لشكر خالقه , ولتواضع في دنياه , ولذكر آخرته . .
وإلا فعلام يتكبر ويستغني ويعرض ? وما هو أصله وما هو مبدؤه؟
مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ – 18
إنه أصل متواضع زهيد يستمد كل قيمته من فضل الله ونعمته , ومن تقديره وتدبيره..
مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ – 19
من هذا الشيء الذي لا قيمة له ; ومن هذا الأصل الذي لا قوام له . . ولكن خالقه هو الذي قدره وكرمه...
ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ – 20
فمهد له سبيل الحياة . أو مهد له سبيل الهداية . ويسره لسلوكه بما أودعه من خصائص واستعدادات . سواء لرحلة الحياة , أو للإهتداء فيها .
حتى إذا انتهت الرحلة , صار إلى النهاية التي يصير إليها كل حي . بلا اختيار ولا فرار....
ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ – 21
فأمره في نهايته كأمره في بدايته , في يد الذي أخرجه إلى الحياة حين شاء , وأنهى حياته حين شاء , وجعل مثواه جوف الأرض , كرامة له ورعاية , ولم يجعل جسده على ظهر الأرض للجوارح والكواسر ...
حتى إذا حان الموعد الذي اقتضته مشيئته , أعاده إلى الحياة لما يراد به من الأمر والحساب...
ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ – 22
فليس متروكا سدى ; ولا ذاهبا بلا حساب ولا جزاء . . فهل تراه تهيأ لهذا الأمر واستعد ؟؟؟
*******
أولويات التدبر والإهتمام للإنسان العاقل
فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ - 24
أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً – 25 ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً – 26 فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً – 27 وَعِنَباً وَقَضْباً – 28 وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً – 29 وَحَدَائِقَ غُلْباً – 30 وَفَاكِهَةً وَأَبّاً – 31 مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ - 32
فهلا نظر إلى طعامه وطعام أنعامه في هذه الرحلة ? وهي شيء واحد من أشياء يسرها له خالقه ؟؟
من الغريب أن نرى الإنسان يوجه إهتماماته إلى أشياء كثيرة لا تنفعه وينفق عليها الكثير , بينما يواجه كثير من البشر مخاطر الجوع والفقر.. وكان على الإنسان العاقل أن ينظر إلى طعامه والأهتمام بالجانب الزراعي وزراعة الحبوب وزراعة الفاكهة من أعناب ونخيل والزيتون,
فهذه نعم الله تعالى التي أنعمها على الإنسان , فوجب الإهتمام بها صيانة ودليلا على القدرة الإلهية ...
فإن اليد التي أخرجته إلى الحياة وأبدعته, هي ذاتها اليد التي أخرجت طعامه وأبدعته..
فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ [size=9]- 24
أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً – 25 ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً – 26 فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً – 27 وَعِنَباً وَقَضْباً – 28 وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً – 29 وَحَدَائِقَ غُلْباً – 30 وَفَاكِهَةً وَأَبّاً – 31 مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ - 32
[/size]
ومع الإهتمام بالزراعة , من استصلاح للأراضي والإهتمام بالري , وعدم الإعتداء على الأراضي الزراعية, فيجب أن ينظر إليها أنها من إبداع الخالق , فالحبوب والبذور التي يلقيها الإنسان في الأرض . . إنه لم يبدعها , ولم يبتدعها .
والمعجزة في إنشائها ابتداء من وراء تصور الإنسان وإدراكه . والتربة واحدة بين يديه , ولكن البذور والحبوب منوعة , وكل منها يؤتي أكله في القطع المتجاورات من الأرض . وكلها تسقى بماء واحد , ولكن اليد المبدعة تنوع النبات وتنوع الثمار ; وتحفظ في البذرة الصغيرة خصائص أصلها..
فالبذرة توضع في الأرض الزراعية يخرج منه جذر وساق ,
ومن المفروض أن يتجه الجذر الى أسفل في عمق الأرض الزراعية وأن الساق يتجه إلى أعلى ليحمل الأوراق والثمار . هذه العملية تقتضي أن تكون البذرة على وضع منضبط , بحيث لو وضعت مقلوبة يحدث العكس .. ولكن الأمر العجيب أن المزارع يرمي البذر على الأرض دون تفكير في هذا الأمر مطلقا .. فمن الذي وضع في البذرة هذا البرنامج الذي يحدد إتجاه كل من الجذر والساق مهما كان وضع البذرة ؟ الجواب : هو الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى .
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى [/size]</blockquote> | |
|