jawharat_lislam مدير
عدد المساهمات : 1297 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 04/03/2013
| موضوع: مبادئ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - مع الجزء الثلاثون20 السبت مارس 09, 2013 9:35 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثلاثون (20) وبعض آيات من سورة الليل
مبدأ التكامل وأثره في المعاملات
وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ -1 وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ -2 وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ -3 إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ -4
الليل والنهار ,من الآيات الكونية التي تدل على قدرة الله تعالى . فهو وحده تبارك وتعالى المتحكم فيهما .
قال تعالى:
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ -71 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ -72 وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ -73 .القصص
فالليل مكمل للنهار , ولا يستقيم الوضع مع الليل منفردا ولا يستقيم الوضع مع النهار منفردا , ومن هنا نلاحظ ورود عنصرا البشرية الذكر والأنثى بعد ورود الليل والنهار , وأن الذكر مكمل للأنثى , وكذلك الأنثى مكملة للذكر , وبهما تسير قافلة البشرية إلى منتهاها ...
قال تعالى:
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا -35 الأحزاب
ومع هذا التساوي في المقامات والتقرب إلى الله من كلا الجنسين وما أعد لهم , فإن سعيهم مختلف , فكل ميسر لما خلق له .
فعلى الرجل أعباء وعلى المرأة أعباء مختلفة , وقد تكون متشابهة في بعض الجوانب ومختلفة في جوانب أخرى ولكنها متكاملة بالضرورة ومهمة ولا يمكن الإستغناء عنها بحال من الأحوال .
والتكامل يحدث بين أفراد الجنس الواحد سواء ذكورا أو إناثا ..فهذه طبيبة وهذه معلمة وأخرة مهندسة وأخرة ممرضة إلى أخر التخصصات..وكذلك الرجال..
إن المواهب التي أمدها الله تعالى للبشر - جعل هذا الكم الهائل من التخصصات في كافة المجالات والمهن - تخدم بعضها البعض علموا بذلك أو لم يعلموا.. فهي مواهب متعددة يكمل بعضها الأخر.
فانظر إلى رغيف الخبز الذي تأكله , سخر الله لك الزارع الذي حصد القمح وسخر لك المطحن الذي حوله لدقيق وسخر لك الفرن الذي تم فيه عجن الدقيق وخبزه ليصلك رغيف الخبز..
وكذلك أنت يجب أن تعمل في تخصص ما- يخدم غيرك من البشر- لكي تحصل على المال لتداول المنافع بين الناس.. وهكذا يكون الأنسان عنصرا خادما لغيره شاء أو لم يشأ في منظومة متكاملة .. يسعد فيها الراضون بقضاء الله , ويشقى فيها من سخط بقضاء الله..
قال تعالى في سورة النساء:
وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا – 32
ينهى تعالى المؤمنين عن أن يتمنى بعضهم ما فضل الله به غيره من الأمور الممكنة وغير الممكنة.
فلا تتمنى النساء خصائص الرجال , ولا صاحب الفقر والنقص حالة الغنى والكمال. فهذا يؤدي إلى السخط على قدر الله والإخلاد إلى الكسل والأماني الباطلة التي لا يقترن بها عمل ولا كسب. وإنما المحمود أمران: أن يسعى العبد على حسب قدرته بما ينفعه من مصالحه الدينية والدنيوية، ويسأل الله تعالى من فضله، فلا يتكل على نفسه ولا على غير ربه.
وكذلك في جميع المخلوقات من نبات أو حيوان أو حتى الطاقة فيلزمها الطاقة الموجبة والطاقة السالبة وإلا لتعطلت .
وأن هذا التوازن العجيب بين الذكور والإناث ليدل على أن الأمر ليس صدفة كما يقرر الملاحدة . فلا يبقى إلا أن هنالك مدبراً يخلق الذكر والأنثى لحكمة مرسومة وغاية معلومة. فلا مجال للمصادفة، ولا مكان للتلقائية في نظام هذا الوجود أصلاً.
وقد ذكرت ذلك في سلسلة مبدأ التوحيد من القرآن العظيم , ولا يعد ذلك تكرارا حيث لا تنفصل عقيدة التوحيد عن المعاملات , ولكنه التوضيح في جانب معاملات الإنسان عبر رحلة يقطعها في هذه الدنيا إلى هدف مرضات الله تعالى, أوضحتها شريعة الله تعالى إلى البشر في القرآن العظيم وسنة نبينا صلوات ربي وسلامه عليه.
قال تعالى:
وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ– 155 الأنعام
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
| |
|