www.atyab-nass.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الاحباب والاصدقاء اطيب ناس
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
S n 1 p e R
مشرف اداري
مشرف اداري
S n 1 p e R


عدد المساهمات : 191
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
العمر : 38

الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟   الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟ Emptyالجمعة مارس 15, 2013 7:35 pm

الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟ IJn18-yo5K_248974800


الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟ N0yg0-dK5R_915567416

الحمد لله على كل حال, الحمد لله الذي كفانا وآوانا وهدانا , الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى, القائل : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } [ سورة المؤمنون : 1-5 ].


اللهم إنا نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا, اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا, اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا, ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا, اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه لا إله إلا أنت نعوذ بك من شر أنفسنا ونعوذ بك من شر الشيطان وشركه .
والصلاة والسلام على خير خلق الله إمام المتقين, وقائد الغر المحجلين الذي كان يقول في دعائه: (( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى وفي رواية ثانية : وَالْعِفَّةَ))[أخرجه الإمام مسلم برقم : 2721], والذي كان يسأل ربه أن يزكي نفسه فكان يقول: (( عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَنَفَسٍ لَا تَشْبَعُ وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا قَالَ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُمُوهُنَّ ))[أخرجه الإمام أحمد برقم : 18821].
أما بعد:

اخترت أن عن العفة وقوانينها في الإسلام ، والتي تشمل الأسرة والمجتمع ، ولنا معها مواقف هي :

أولاً ــ تعريف العفة والعفاف :

قال في النهاية في غريب الحديث مادة : عفف ،و فيه «مَن يَسْتعْفِف يُعفّه الله» الاسْتِعْفافُ: طلبُ العَفَاف والتعَفُّف، وهو الكَفُّ عن الحَرَام والسُّؤالِ من الناس: أي مَن طَلَب العِفَّة وتكلَّفها أعْطاه الله إيَّاها. وقيل الاسْتِعْفافُ: الصَّبْر والنَّزاهَةُ عن الشيء، يقال: عَفَّ يَعِفُّ عِفَّةً فهو عَفِيفٌ.
وفي لسان العرب مادة عفف : العِفّة: الكَفُّ عما لا يَحِلّ ويَجْمُلُ. عَفَّ عن الـمـحارِم والأَطْماع الدَّنِـية يَعِفُّ عِفَّةً و عَفّاً و عَفافاً و عَفافة، فهو عَفِـيفٌ و عَفٌّ، أَي كَفَّ و تعَفَّفَ و اسْتَعْفَفَ و أَعفَّه الله. وفـي التنزيل: {و لْـيَسْتَعْفِف الذين لا يَجِدون نكاحاً}؛ فسَّره ثعلب فقال: لـيَضْبِطْ نفسه بمثل الصوم فإِنه وِجاء. وفـي الـحديث: (( من يَسْتَعْفِفْ يُعِفّه الله )) .
الاسْتِعْفاف: طلَبُ العَفافِ وهو الكَفُّ عن الـحرام والسؤال من الناس، أَي من طلب العِفّة وتكلَّفها أَعطاه الله إِياها، وقـيل: الاستعفاف الصبْر والنَّزاهة عن الشيء؛ ومنه الـحديث: اللهم إِنـي أَسأَلك العِفّة والغِنى، والـحديث الآخر: فإِنهم ما علـمت أَعِفّة صُبُر؛ جمع عَفِـيف. ورجل عَفٌّ و عَفِـيف، والأُنثى بالهاء، وجمع العَفِـيف أَعِفّة و أَعِفّاء، ولـم يُكَسِّروا العَفَّ .

وقـيل: العَفِـيفة من النساء السيدة الـخَيْرةُ. وامرأَة عَفِـيفة: عَفّة الفَرج، ونسوة عَفائف، ورجل عَفِـيف و عَفٌّ عن الـمسأَلة والـحِرْصِ، والـجمع كالـجمع؛ قال ووصف قوماً: أَعِفَّة الفَقْرِ أَي إِذا افتقروا لـم يغْشَوُا الـمسأَلة القبـيحة. وقد عَفَّ يَعِفّ عِفَّة و استعَفَّ أَي عَفَّ. وفـي التنزيل: {ومن كان غنـيّاً فلـيَستَعْفِفْ}؛ وكذلك تَعَفَّفَ، و تَعَفَّفَ أَي تكلَّف العِفَّة ، ومنه الحديث (( اللهم إني أسأَلُكَ العِفَّة والغِنَى )) ، والحديث الآخر «فإنَّهم ـ ما علمت ـ أعفَّةٌ صُبُر» جمع عَفيفٍ. وقد تكرر في الحديث .
ومن خلال التعريف اللغوي نخلص إلى تعريف العفيف وهو : ((التقي الذي إذا خلا بالحسناء خاف الله عز وجل وحصن فرجه )) وهذا التعريف هو لابن عباس رضي الله عنه ، وقد نظر إلى سلفنا الصالح الذين كانوا حقيقة مطبقين لهذا التعريف .

ولهذا أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة نفر آواهم المبيت إلى غار فانطبقت عليهم الصخرة ففرج الله عز وجل عنهم هذه الصخرة بصالح أعمالهم, وكان من بين هؤلاء رجل كان يحب ابنة عم له كأحب ما يحب الرجال النساء, فلما تمكن منها وجلس بين فخذيها قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه, فتركها ـ وهو قادر على الفاحشة ـ لله رب العالمين, فإذا بالصخرة انفرجت بنصيبه هذا من الإخلاص ، ورواية الإمام البخاري كالتالي برقم ( 2215 ) : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمْ الْمَطَرُ فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ قَالَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ادْعُوا اللَّهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ فَقَالَ أَحَدُهُمْ اللَّهُمَّ إِنِّي كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَرْعَى ثُمَّ أَجِيءُ فَأَحْلُبُ فَأَجِيءُ بِالْحِلَابِ فَآتِي بِهِ أَبَوَيَّ فَيَشْرَبَانِ ثُمَّ أَسْقِي الصِّبْيَةَ وَأَهْلِي وَامْرَأَتِي فَاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً فَجِئْتُ فَإِذَا هُمَا نَائِمَانِ قَالَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ قَالَ فَفُرِجَ عَنْهُمْ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ فَقَالَتْ لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً قَالَ فَفَرَجَ عَنْهُمْ الثُّلُثَيْنِ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ ذُرَةٍ فَأَعْطَيْتُهُ وَأَبَى ذَاكَ أَنْ يَأْخُذَ فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ حَتَّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَعْطِنِي حَقِّي فَقُلْتُ انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا فَإِنَّهَا لَكَ فَقَالَ أَتَسْتَهْزِئُ بِي قَالَ فَقُلْتُ مَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنَّهَا لَكَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فَكُشِفَ عَنْهُمْ .

ثانياً ــ الجنة محفوفة بالمكاره :

أخرج الإمام الترمذي حديثاً حسناً صحيحاً برقم (2560 ) فقال: ((حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ قَالَ اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهَا فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).

الجنة سلعة الله الغالية لا تُنال إلا بأن تتجاوز المكاره التي حفها الله عز وجل بها, وإذا أردنا النصر من الله رب العالمين ينبغي أن تكون النفوس طاهرة, ولن تكون النفوس طاهرة إلا بالاستقامة ولن تكون هناك استقامة وثبات على الاستقامة إلا بالمجاهدة, إلا بمجاهدة النفس.

فإلى الذين يريدون النجاة من النار والفوز بالجنة عليهم أن يرجعوا إلى أنفسهم فيزكوها, وإلى قلوبهم فيحيوها, أي ينظروا إلى أبدانهم فيشغلوها بطاعة الله, وإلى عقولهم فيخضعوها لعبودية الله رب العالمين, عندها ينال العزة في الدنيا والجوار.. جوار النبيين والصحابة والصديقين رضوان الله عليهم أجمعين في جنات النعيم.
وإن مما ينبغي للشباب أن يجاهدوا فيه ويصرفوا عقولهم عنه مصارعة شهوة الفرج ، هذه الشهوة تحتاج إلى مجاهدة وتحتاج إلى عفة وتحتاج إلى استعفاف,وقد حض صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج لأنه مجال العفة والاستعفاف ،ففيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه برقم(5065): ((أنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)).

ثالثاً ــ العفة و أنواع النفس الإنسانية :

قال الله تعالى : { ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها }[الشمس : 7-9], ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "النفس منها ما يدعوك إلى الطاعة, ومنها ما يدعوك إلى المعصية, والقلب بين ذلك, تارة يكون إلى هذا, وتارة يكون إلى ذلك, سيد الأعضاء ملك الأعضاء تارة يكون إلى النفس المطمئنة, وتارة يكون إلى النفس الأمارة بالسوء.
والله عز وجل وصف نفس الإنسان الواحدة بثلاثة صفات في القرآن الكريم هي :

1 ـ النفس المطمئنة:
وهذه النفس المطمئنة هي التي ينادى صاحبها عند الوفاة, قال الله تعالى: { يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي ، وادخلي جنتي }[الفجر: 27 - 30] ، يناديها ملك الموت نداء تشريف وتكريم .

2 ـ النفس الأمارة بالسوء :
وهي ضد النفس المطمئنة التي سكنت واستقرت بذكر الله وطاعته, أما الأمارة فهي التي تأمر صاحبها بمعصية الله وتأمره بترك الطاعات, والقرآن ما سمّاها آمرة وإنما سمّاها أمّارة فهي لا تكتفي بأمر أو أمرين في معصية الله بل هي مداومة على الأمر بالمعصية, قال سبحانه وتعالى ـ حكاية عن امرأة العزيز التي راودت يوسف عن نفسه ـ: { وما أبري نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} [يوسف : 53] إن النفس لأمارة بالسوء, أي تأمر بالسوء والفحشاء, إلا ما رحم ربي, إلا من عصم الله عز وجل.

3 ــ النفس اللوامة:
هي النفس التي أقسم الله بها في سورة القيامة فقال: { لا أقسم بيوم القيامة، ولا أقسم بالنفس اللوامة }[القيامة 1-2] اختلف فيها, فقيل: هي المترددة بين المعصية والطاعة, وقيل: هي التي تلوم صاحبها, وهذا هو الأرجح, وفي هذا يقول ابن عباس: " ما من نفس إلا وتلوم نفسها يوم القيامة؛ فإن كانت طائعة فإنها تلوم نفسها على قلة الطاعة, وإن كانت عاصية فإنها تلوم نفسها على المعصية".
ويقول الحسن البصري ـ رحمه الله تعالى ـ "ما يزال المؤمن بخير مادام له واعظ من قلبه", المؤمن مازال بخير مادام هناك واعظ في قلبه يعظه إذا كان قد فعل طاعة استقصر هذه الطاعة وذكر التفريط فيها, وإن فعل معصية حدثته هذه النفس أنه قد أذنب فينبغي عليه أن يتوب إلى الله رب العالمين.

العفة من صفات النفس اللوامة والمطمئنة :
العفة.. العفة تكون في النفس المطمئنة ويثبتها النفس اللوامة.., النفس اللوامة هي التي تثبتك على العفة وعلى الاستعفاف.
الحب والعشق و النفس الأمارة بالسوء :
هذا المظهر( مظهر الحب الحرام والعشق الحرام ) استشرى في مجتمعنا فترى الشباب الذين ليسوا متمسكين بالدين ( ليسوا بملتزمين ) نرى حديثهم ما هو؟ عن الحب, أنت من تحب؟ والفتاة تقول أيضًا لصاحبتها أنتِ من تحبين ؟ من هو حبيبك ؟ من تراسلين ؟ الحب والخنا العشق من أين جاء هذا ؟ جاء من وسائل الإعلام المدمّرة التي قلّ أن تكون هناك مسلسلات أو تمثيليات إلا وفيها دور للعشق والحب, كانت الأسرة في الماضي لا تعرف الغزل الحرام وأيضًا كان الأبوان لا يحبان أن ينظر أولادهما إلى غزل أو أن يتلفظا بكلمات حب أو عشق أو خنا وأصبحت ترى الأسرة بكاملها بينهما الأب والأم والفتاة والفتى يجلسون على شاشة التلفاز وأمامهم تمثيلية أو مسلسل, وفي هذه التمثيليات أو المسلسلات رجل يقول لفتاة: أحبك وأنا بموت فيك ...إلخ, وفتاة تقول لرجل: أحبك ، وأنا بموت فيك كمان .... إلخ , واسمع إلى تلك الكلمات التي تخرج منهما, والأب والأم ينظران والفتى والفتاة ينظران فأصبح المنكر معتادًا بسبب ماذا؟

وبسبب أن القلوب استشربت هذه المناظر فأصبحت النظرة إلى الحرام غير منكرة, تمر على بعض الأسواق وتمر على بعض البضاعات فترى صورًا للنساء المتبرجات فتقول لصاحب المحل ما هذا؟ أزل هذه المنكرات., فيقول: وأي منكر في هذا! هذه دعاية تجارية, هذه دعاية حتى يأتي الزبون إليها.
أصبح النظر إلى الحرام من وسائل التجارة, من وسائل ترويج البضاعات والله سبحانه يقول: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم } [النور : 30] لن يكون هناك حفظ للفروج إلا بعد غض الأبصار, هل سيكون هناك حفظ للفروج والأبصار تتطلع إلى الحرام؟ وكذلك الغناء حدث عنه ولا حرج, كلمات الهوى, كم تسمع من كلمات تتداول بين الشباب في الأغاني من كلمات الهوى, الهوى ذمه الله في القرآن فقال: { أرأيت من اتخذ إلهه هواه } [الفرقان : 43]هؤلاء يمدحون الهوى ويمدحون الليل الذي تكون فيه المعصية.
إذن الأغاني والمسلسلات والروايات الساقطة التي فيها كذلك العشق والغرام أدى كل هذا إلى أن تخترم العفة, وإلى أن تكون العفة في كثير من الأسر نادرة, فأصبح الإنسان الذي يريد أن يتزوج من أسرة ما يتخوف من أن تكون هذه الفتاة تراسل رجلاً ويراسلها, أو تحدث رجلاً في التليفون, أصبح الرجل يخاف بسبب ماذا؟ بسبب ندرة العفة والاستعفاف, هذا مظهر من مظاهر الانهزام لمجتمعاتنا أمام النفس الآمارة بالسوء.

مظهر العشق والهوى والغرام, وإن الذي يقع في هذه الحفرة ـ حفرة الحب والغرام ـ لا يكاد يرى دينًا, وكذلك لا يكاد يصلح دينًا, فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الإنسان لا يحصل على حلاوة الإيمان إلا إذا حصل على ثلاثة شروط هي :

الأول: أن يكون الله والرسول أحب إليه مما سواه .
الثاني : أن يحب المرء لا يحبه إلا لله .
الثالث : وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار.
ويقول الله تعالى: { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله }[البقرة : 165] .

رابعاً ــ نماذج من العفة في القرآن والسيرة :


1 ــ عفة يوسف عليه السلام :
وهو نموذج رائع يتحدث فيه الله عن ذلك النبي الشَّاب الذي امتلأ شبابًا وفتوة ، هذا الشاب غلقت الأبواب دونه وجاءت امرأة جميلة ذات منصب تغريه وتطلب منه أن يقع في الفاحشة, هذا النموذج مُسطّر في سورة يوسف, يقول الله عز وجل: { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك } ـ وعلى قراءة { قالت هئت لك }, أي تهيأت لك ـ { قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون، ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } [يوسف : 23-24] هذا النموذج الرائع يضربه الله تعالى لنا حتى نتعظ ونعتبر وحتى يعلم الناس أجمعين أن العفة لا تكون هكذا بمجرد الخاطرة وإنما لابد لها من همة وإرادة .

2 ــ عفة عثمان بن أبي طلحة رضي الله عنه :
تروي لنا أم سلمة رضي الله تعالى عنها قصة الرجل الصالح العفيف الذي هاجر معها أيامًا متتالية لا أحد معهما ، ويضرب مثالاً عاليًا للعفة والاستعفاف,تقول:
لمّا فرق قومي بيني وبين ابني, وهاجر زوجي إلى المدينة مكثت أيامًا أبكي أخرج إلى خارج داري ثم أعود إليه, فقام رجل من بني المغيرة رآني على حالي فرق لي, وقام إلى قومي وقال: ألا تخرجوا هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وابنها, قالت: فتركوني أهاجر إلى المدينة وأعطتني بنو أسد ـ قوم زوجها ـ ابني, فأخذت ابني فوضعته على حجري وركبت بعيري وسرت وليس معي أحد إلا الله, حتى إذا أتيت إلى التنعيم ـ موضع قريب من مكة تجاه المدينة ـ لقيني عثمان بن أبي طلحة أخا بني عبد الدار, فقال: إلى أين يا ابنة أبي أمية؟ فقلت: أريد المدينة, فقال: أو ما معك أحد؟ فقلت: لا, قال: مالك من مترك؟ مالك من مترك ـ أي كيف أتركك تسافرين وحدك ـ فأخذ بخطام بعيرها فسار معها, قالت أم سلمة: فما رأيت قط رجل أكرم في العرب من عثمان بن طلحة, كان إذا جئت إلى مستراح أوقف بعيري وتأخر عني فإذا نزلت عن بعيري أخذ ببعيري وتأخر بالبعير فربطه في الشجرة واضطجع تحت الشجرة, فإذا حان موعد الرحيل جاءني بالبعير فترك البعير وتأخر عنّي, فإذا ركبت البعير جاء وأخذ البعير وسار بي على ذلك أيامًا متتالية حتى قرب من المدينة فرأى قرية عمرو بن أبي عوف فقال: يا ابنة أبي أمية, زوجك في هذه القرية, فقالت: فدخلت القرية فوجدت أبا سلمة, قالت أم سلمة ـ تحفظ الجميل لهذا الرجل ـ: فما رأيت رجلاً أكرم من عثمان بن طلحة قط في العرب.

هذا نموذج رائع في سلفنا الصالح في العفة والاستعفاف, الرجل لا ينظر إلى المرأة, ولا يبالغ في الحديث معها, بل يكلمها على قدر الحاجة, اركبي, انزلي, جاء البعير... على هذا النحو لا يبالغ معها في الحديث, هذه هي الرجولة حقًا, هذه هي العفة حقًا, لا أن تخضع المرأة بالحديث للرجل وأن يتكسر الرجل كذلك في الحديث مع المرأة. أهذه من العفة؟ لا, ليست هذه من العفة, وإن لكم فيهم لعبرة, وإن لكم فيهم لعظة.

خامساً ــ كيف تكون عفيفاً في هذه الأيام ؟؟
هناك الأسس الأربعة التي لابد أن ينتبه المرء إليها إذا أراد أن يكون عفيفًا, هذه الأسس لابد لها من شرط هام, هذا الشرط هو العزيمة والإرادة على التنفيذ؛ لأن هذه الأسس بغير عزيمة وبغير إرادة على التنفيذ تصبح وبالاً علينا ويسألنا الله عز وجل عنها:

1 ــ التربية الإيمانية:
أن تربي نفسك تربية إيمانية, أن تقوي صلتك بالله رب العالمين, أن تعلم أن الله تعالى يراك في السر وفي العلن, يقول تعالى: { وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون } [الأنعام : 3 ] ،ويقول تعالى: { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } [غافر : 19 ] ،قال ابن عباس في قوله تعالى: { يعلم خائنة الأعين } قال: "هو الرجل يكون بين الرجال فتمر المرأة فيتظاهر بأنه يغض بصره, فإذا وجد فرصة نظر إلى المرأة والله إنه ليحب أن ينظر إلى عورتها"
بعض الوسائل التي تقوي الإيمان والتي تحد من الشهوة ؟

وهذه الوسائل هي :
أــ الصيام, قال صلى الله عليه وسلم: ((فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))[سبق تخريجه].
ب ــ أن يحول معتقده الإسلامي في ذات الله وأسمائه وصفاته وكذلك في وجود الجنة والنار إلى معاني محسوسة في نفسه, أن يعلم أن معنى السميع أن الله تعالى يسمع كلماته, أن يعلم أن البصير هو أن الله عز وجل يُبصر حركاته, أن يعلم أن الله شديد العقاب بأنه يعاقب على المعصية, فهذه الأسماء والصفات لكي تتربى بها.

يقول الربيع بين خثيم ـ وهو من التابعين ـ: "إذا تكلمت فاذكر سمع الله لك, وإذا هممت فاذكر علم الله بك, وإذا نظرت فاذكر نظره إليك, وإذا تفكرت فانظر إطلاعه عليك, فإن الله يقول: { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً } [الإسراء : 36 ].
ج ــ الإكثار من ذكر الله, ليحصل لك الوجل من الله قال تعالى: { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم }[الأنفال : 2] يحصل لك الاطمئنان, قال تعالى: { ألا بذكر الله تطمئن القلوب }[الرعد : 28 ] .

2 ــ التربية الأخلاقية :
يقول صلى الله عليه وسلم : ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا, وخياركم خياركم لنسائكم)) أخرجه الترمذي بإسناد صحيح.
وإذا نظرنا في العفة وجدنا كتلة من الأخلاق الرفيعة العالية, فتجد فيها الصبر, ألا يصبر الإنسان على حر الشهوة؟ يقول الله عز وجل: { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }[الزمر : 10]ألا ترى فيه الخوف من العقوبة, جلس بين يدي المرأة

3 ــ تجنب المثيرات الجنسية:
أن يتجنب الإنسان المثيرات, لا ينبغي للإنسان أن يوقع نفسه في أوساط المثيرات الجنسية وهذا يتأتى كما أسلفت بغض البصر والابتعاد عن مواطن كثرة النساء, واختلاط الرجال بهن كالأسواق مثلاً, لا ينبغي عليك أخي الشاب في هذه الأيام أن تذهب للأسواق لمجرد بضاعة لا خير فيها أو منفعتها زهيدة بل ينبغي عليك أن تتورع عن أن تكون في هذه الأسواق؛ لأنها والله موئل للشيطان وما أكثر الفساد فيها فإن الفساد تراه بأم عينك ولا تستطيع ـ للأسف الشديد ـ أن تغيّره, فينبغي عليك أن تبتعد عن هذه المواطن, الأسواق, ومواطن اللهو التي فيها الاختلاط, فيتجنب المثيرات ؟

4 ــ الصحبة الصالحة :
فإن الصحبة الصالحة تعينه على أن يحفظ بصره وعلى أن يحفظ فرجه وإن لم يستحي من الله فإنه سيستحي من الصحبة الصالحة الذين هم حوله والذين يذكرونه إذا نسي ويعينونه إذا تذكر.


أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما سمعنا وأن يغفر لنا ذنوبنا إنه هو الغفور الرحيم.
كما أسأل الله تعالى أن يقينا الزلات وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

انتهـــــ بفضل الله
أخوكم الأمير الفقير ...
الى اللقاء مع موضوع جديد ان شاء الله
في املن الله اخوان الأعزاء
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
•••
••
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كاتب هذه المساهمة مطرود حالياً من المنتدى - معاينة المساهمة
S n 1 p e R
مشرف اداري
مشرف اداري
S n 1 p e R


عدد المساهمات : 191
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
العمر : 38

الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟   الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟ Emptyالأحد مارس 17, 2013 3:27 pm

مشكورة على المرور أختي الغالية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اتحاد علماء المسلمين: المساواة بين الزوجين تفكك الأسرة
» الإسلام وشباب الأمة
» الإسلام وشباب الأمة تتمه
» الإسلام وشباب الأمة -يتبع
» الإسلام وشباب الأمة يتبع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.atyab-nass.com :: قسم منتديات الاسرة :: الحياة الاسرية-
انتقل الى: